مع بدء شهر رمضان المعظم، هدأت العمليات العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال الصهيوني .. لكنه هدوء حذر …
فدولة الكيان البغيض ما زالت تصر على أن عملية اقتحام رفح أصبحت قرارا جاهزا للتنفيذ وحددوا له منتصف شهر أبريل القادم أي بعد انتهاء عيد الفطر المبارك …
كما سمحوا بدخول المعونات الإنسانية وإيصالها حتى إلى المناطق الشمالية من القطاع مع اتساع دائرة دخول تلك الإعانات وتعدد أماكن دخولها برا من خلال المعابر أو عن طريق البحر ومن خلال عمليات الإسقاط الجوي …
شجعهم على ذلك الموقف تراجع الموقف الأمريكي المعارض لتنفيذ عملية عسكرية في رفح …
هذا التراجع العجيب – وإن لم يكن مستغربا – يؤكد الانحياز السافر من دولة الشر الكبرى لربيبتها إسرائيل …
إسرائيل تقول زاعمة إنها قضت على معظم القوة الضاربة لحماس … وإن ما تبقى في حدود ستة آلاف عنصر من المقاتلين الأشداء المتحصنين في رفح بقيادة يحيي السنوار وشقيقه محمد ومعهما اثنين آخرين من القيادات المطلوبة والمستهدفة …
إسرائيل أيضا أعلنت أنها لن تهدأ حتى تقتل كل من شارك أو خطط لعملية طوفان الأقصى وأنها ستصفيهم سواء في غزة أو أي مكان بالشرق الأوسط …
وهنا نتساءل: …
كيف تزعم إسرائيل أنها قضت على معظم مقاتلي حماس وحماس نفسها لم تعلن الاستسلام وما زالت تقاوم مكبدة الصهاينة خسائر فادحة ؟ …
كيف تزعم إسرائيل ذلك وهي تعلن أنها أحبطت عملية في إحدى القواعد العسكرية الكبرى والتي تبعد عن غزة مسافة كيلو مترين .. العملية نفذتها عنصرين من حماس أتوا من البحر … وتمت مطاردتهما ولم تستطع إسرائيل قتلهما أو أسرهما ..
من الواضح أنها كانت عملية استطلاع تمهيدا لتنفيذ هجوم كبير مماثل لما حدث في السابع من أكتوبر …
حماس نفسها تؤكد أنها ما زالت تحتفظ بقوة كبيرة ومؤثرة والدليل أنه بعد انقضاء أكثر من ستة أشهر لم يصل جيش العدو إلى الأنفاق الرئيسية أو غرف العمليات المركزية لقيادة حماس …
أمريكا .. راعية الإرهاب في العالم غيرت موقفها .. فبعد إعلانها عن رفض تنفيذ عملية عسكرية في رفح نجدها تتراجع وتعلن أنها متفهمة لرغبة إسرائيل وإن أبدت تحفظها على أسلوب التنفيذ …
أمريكا تريد أن يكون التنفيذ من خلال عمليات كالتي تنفذ في مكافحة الإرهاب … وأعلنت استعداداها لدعم تلك العمليات استخباراتيا ولوجيستيا …
أمريكا (الحنونة) تخشى من حدوث مجازر عند الاقتحام حال تنفيذه عسكريا خاصة وأن ما تبقى هو شريط ضيق يتجمع فيه أكثر من مليونين من البشر في حالة يرثى لها …
على الجانب الآخر .. تزداد الأمور تعقيدا
فمصر أعلنت بوضوح أنها ترفض تنفيذ عملية اقتحام يكون من نتائجها المزيد من القتلى والجرحى … كما ترفض مثل هذا الهجوم الذي سيكون من نتائجه الكارثية اضطرار الفلسطينين اجتياز الحدود المصرية …
وحذرت مصر على لسان رئيسها من تنفيذ الهجوم الذي سيدخل المنطقة في صراع لن يمكن تدارك آثاره ….
هل ستقدم إسرائيل فعلا على ما تهدد به ضاربة عرض الحائط بكل التحذيرات …؟
هل أمريكا ستكون جاهزة للتعامل مع تداعيات الأحداث أم أنها ستختار سياسة الانحياز الكامل التي تنتهجها والتي ستجعلها طرفا يجعلها في موقف صعب خاصة لو اتسع مجال الصراع واشتعلت المنطقة بالكامل … ؟
أيضا مصر … التي تتحمل دائما نتائج أفعال ومغامرات الآخرين ..
مصر التي لا تتخلى ـ أبدا- عن مسؤولياتها تجاه شعبها وتجاه أشقائها انطلاقا من مسؤوليتها التاريخية
هذا قدرها .. وتلك مكانتها …
ننتظر ما ستكشفه الأقدار في قادم الأيام
حفظ الله مصر وشعبها …